الاثنين، 17 أكتوبر 2011

لكل مقام مقال


لكل مقام مقال

لقد طالت الأضرار بيوت الله.
من اليسيرهدم الأضرحة والزوايا بإستخدام الآلات الحذيثة.فالحجارة التى تهدم تسبح بحمد الله ولا تفتر.أما الشرك فهو فى قلوب بعض الناس وعقولهم, والمطلوب هدم الشرك فى القلوب والعقول وبناء التوحيد والإيمان فى محله.وهذا لايتأتى إلا برحمة من الله وفضل.مع التوعية وتبيان أسس التوحيد.وهذا يحتاج إلى رجال يسخرون وقتهم وإمكانياتهم لبناء الإنسان المسلم وفق مايحبه الله ويرضاه.ولا يعد الهدم إنجازا بحد ذاته.حيث أنه لايزيد ولا ينقص من الإيمان أو الشرك.وأن الوقت غير مناسب ومن الحكمة الإنتظارإلى حين إستقرار الوضع بليبيا تجنبا للفتنة بينكم وبين الصوفية.لماذا لاتستمروا فى الحوار مع بعضكم البعض, أوتقنعوا ولى الأمر بالحجة لفعل ذلك.أما إصراركم أن رأيكم صحيح لايحتمل الخطأ وأن رأيهم خطأ لايحتمل الصح, فهذا أمر غير مقبول. ثم من أين اتيتم بهذا الحكم على جميع المتصوفة أنها تعبد القبور,ومنهم من يذكر الله كثيرا ويحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حبا جما. ولا يعبد إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد.ويتوسع فى حبه ليشمل أهل البيت والصحابة والتابعين وتابع التابعين وجميع المؤمنين إلى يوم الدين.إنهم يحبون الخير والصلاح فيهم , ويشتركون جميعا فى حب الله وحبيبه صلى الله عليه وسلم. فهم يحبون الخير كل الخير ويكرهون الشر كل الشر.ويرون أن الصالحين من الناس أهل للإحترام لصلاحهم.والأشرار لايستحقون منهم سوى طلب الهداية  لهم. فالعبد منهم يقترب من الخير ويبتعد عن الشر.ويستوى لديه الصالحين من الأحياء والأموات فهو يحبهم جميعا ويحترمهم جميعا بعد حب الله سبحانه وتعالى,وحب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.طمعا فى العليم بذات الصدور سبحانه أن يفيده من حبه للخير والناس الخيرة وكراهيته للشر والناس الشريرة.فبحب المصطفى وإتباعه عليه الصلاة والسلام يهب لنا الله حبه.ولا قيود بين العبد وخالقه الوهاب الكريم.ولأنه هو الوهاب الكريم سبحانه وتعالى وخزائنه لاتنفد وهو الوهاب بغير حساب وهو المجيب سبحانه فكراماته غير مستبعدة.فهناك عبد يسعى ورب كريم, وفضله أعظم وأكثر وأطيب. عبد يتقرب إلى الله, والله يتقرب إليه. وهو سبحانه عند حسن ظن عبده به.ويستفيد الصوفى من حبه للخير والخيرين أن يكون معهم, فالإنسان مع من أحب.والذكر الكثيروإعمال الفكر فى ملك الله لايختلف عليه إثنان. والصراع مع الشر والأشراروجهاد النفس ولجمها عن شهواتها لايختلف عن فوائدها إثنان أيضا. والإنسان الذى يسعى إلى السمو يتنزه عما يعيقه من ذنوب قدر الإمكان. فالتخلى قبل التحلى كما يقولون. وكل هذا لايلام عليه صاحبه ولا يستطيع أحد أن يحول دونه.
أما فيما يتعلق بالقبور وعبادتها فمن المتصوفة من يدرك أنه لو إجتمعت الإنس والجن لن ينفعوه ولن يضروه شيئا إلا بإذن الله,وزيارته للقبور هى للعبرة والترحم عليهم والدعاء لهم, فالحى يدعو للميت ويحترمه ويستفيد من فضل الحى الذى لايموت, فالأعمال بالنيات ولكل إمرىء مانوى.فلا أرى فى حب الله ورسوله صلى الله عليه ثم حب أهل البيت وتقديرهم وإحترامهم وكذلك الصحابة والصالحين من المؤمنين والمؤمنات خطأ فى ذلك..بل يزيد هذا الأمر المؤمنين إيمانا. وعلينا الحفاظ على هذا الحب والعشق وتشجيعه. ولا ننسى ماتقوم به الزوايا من تحفيظ للقرآن الكريم.
أما البعض الآخر منهم وبسبب الجهل على الأرجح فقد يقوم بأعمال غير صحيحة, وعلى المشائخ والدعاة تبيان الأمر لهم وتجنيبهم الظلالة التى هم فيها. فقد تهدم جميع الأضرحة فى أيام وهذا أمر سهل. أما مايجب عليكم القيام به هو توعيتهم وإيضاح الأمور لهم وإقناعهم بخطأهم وبيان طريق الخير فى الدارين الأولى والأخرة لهم. وهذا قد يأخد منكم بضع سنوات. فإن كنتم مستعدين وقادرين لفعل ذلك نقول لكم جزاكم الله كل خير. وإن لم تكونوا على إستعداد لفعل ذلك فأتركوا الأمر لولاة الأمر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليست هناك تعليقات: